الخميس، 25 ديسمبر 2014

ملوى العريقة ..... ومن يقول غير ذلك فهو مضلل وكاذب ( المصادر كتب المقريزى )

ملوي مدينة عريقة قديمة ... يعود تاريخها إلى ما قبل التاريخ
أصل التسمية ..
كانت ملوي تسمى .. ( مرو ) وهى كلمة فرعونية معناها مستودع الأشياء .. وقد حدث في الترجمة من الهيروغليفية إلى القبطية أن مزج المترجم بين اللم والراء فترجمها .. (منلوى )ومع مر العصور المستحدثة أطلق عليها ملوي ...
وكانت ملوي المدخل الشرقي لعاصمة الإقليم الأشمونين وفى أثناء الثورة الأولى للوحدانية أصبحت حيا من أحياء العاصمة الكبرى للوحدانية ( أخيتاتون ) وكانت قرية الريرامون ميناء على النيل لمدينة الأشمونين عاصمة الإقليم الخامس عشر
( الخطاط التوفيقى جزء 11 ص 82 )
قرية البرشا 
قامت هذه القرية على أنقاض مدينة ( نيكو نيو ليس ) كما شهدة هذه القرية مولد ( خوفو ) 
ولقد جاء في كتاب مصر القديمة ( جزء 2 ص 155 ) أن المصري القديم كان يستعمل حجر البرشا في صناعة الأواني خاصة في عهد الأسرات الأولى .
كما شيد أمراء الأشمونين مقابرهم بالبرشا ... ويوجد عدد من النقوش اللطيفة أهمها النقوش الموجودة بمقبرة تحوتى حتب ( الأسرة 12 )

نفق تحت النيل
لقد جاء بالخطاط المقريزية (جزء 1 ص 385 ) أن أشمون بن مصر بأنى مدينة الأشمونين قد بنى سردابا ( نفق ) تحت مياه النيل من الأشمونين إلى أنصا ( الشيخ عبادة حاليا ) مارا بالقلنديمون وهى قرية ( قلندول حاليا )

مدينة أنصنا 
قامت هذه المدينة على أنقاض مدينة ( بيسا ) وتقع شرق النيل وقد بناها الإمبراطور أدريان وجعلها مركزا لأقاليم الصعيد بدلا من الأشمونين ويذكر صاحب الخطاط التوفيقية ........أنه شاهد هذه المدينة و الأعمدة المنقوشة ومحل ملعب الخيل والمصارعة
ويذكر الواقدى ( دائرة المعارف للبستانى ص 505 ) أن حصن أنصنا أرتفاعة تلاتون ذراعا ومن الداخلة قصور و قلاع على أعمدة من الرخام و ينسب الى أنصنا كثيرا من أهل العلم منهم طاهر الحسين الأنصناوى / وأبو عبد الله الحسين الأنصناوى المعروف بالطبرى وغيرهم 
مصانع السفن بأنصنا
نقل المقريزى عن أبى حنيفة الدنيورى .. أن مدينة أنصنا ينبت بها نبات اللبخ وهو شجر ينشر ويقطع إلى الواح ثم يطرح فى الماء الراكدة سنة كاملة ثم يصنع منه السفن 
سحرة فرعون 
لقد كانت مدينة بيسا محلا لسحرة فرعون .... يقول العلامة الأدريسى أن منها جلب فرعون كل ساحر عليم لمغالبة موسى علية السلام 
مقياس النيل
كما أنشأت أحدى ملكات مصر مقياسا للنيل ويصف صاحب الخطط ........ أن هذا المقياس أنه كان محاطا بأعمدة من الصوان الأحمر بين كل عمود خطوة هى عدد أيام السنة الشمسية 
ملوي فى العصر المسيحي.
كان لمنطقة الأشمونين شرف دخول السيد المسيح و أمه غليهما السلام مدينة الأشمونين أثناء الرحلة المباركة
مستشفى أنصنا 
أنشأ الأنبا كولوتس بن قلته أبن والى أنصنا مستشفى بأنصنا يعالج فيها المرضى بالمجان وقد كان طبيبا بارعا كما أنشأ فندقا للفقراء بها .
وتنسب إليه قرية أبو قلته 
ملوي فى العصر الأسلامى 
فى شرق النيل بجوار قرية أنصنا توجد مدينة حفن التى ولدت وتربت فيها السيدة مارية القبطية وأختها سيرين اللتين أهديتا من المقوقس عظيم الروم للنبى محمد (صلى الله عليه وسلم ) ... فتزوج الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) بمارية وأنجب منها أبراهيم الذى توفى صغيرا بالمدينة المنورة ... وحزن النبى علية حزنا شديدا ... وازوجة سيرين بالشاعر حسان بن ثابت شاعر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
وقد كان بهذه المدينة حدائق ذات محصول كبير من البلح و الفاكهة وقد أهتم بهذه القرية كثير من الصحابة وأعفاها معاوية من الخراج أكراما لأخوال إبراهيم بن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
ولما قدم لمصر الصحابى الجليل عبادة بن الصامت أيام عمر بن العاص وتولى بعض الأعمال بها بحث عن هذه القرية وبنى مسجدا بها يعرف الآن بمسجد سيدي عبادة وقد تجدد بعد موته و موضع هذه القرية الآن يعرف بقرية الشيخ عبادة 
الرحالة ابن بطوطة يزور ملوي
شرفت ملوي بزيارة ابن بطوطة لها وقال عنها فى كتابة ( تحفة النظار فى غريب الأمصال جزء أول ص 39 )إن منليو ـــ ملوي ـــ كلمة قبطية معناها محل الأشياء وتقع على مسافة ميلين من النيل إلى الغرب و كان بها أحدى عشر معملا للسكر وكبارها قوم يعرفونببنى فضل بنى أحدهم مسجدا أنفق فيه صميم ماله
وقاضيها الفقيه شرف الدين الدميرى الشافعي ...
ومن عادات أهلها أنهم لا يمنعون فقيرا من دخول أى معصرة منها فيدخل الفقير وبيده الخبرة الحارة فيطرحها فى القدر الذى يطبخ السكر فيها
ويزكر المقريزى ..... أن أراضيها معروفة بزراعة قصب السكر و آخر من كان فيها بنى فضيل بلغت زراعتهم فى أيام الناصر قلاوون ألف وخمسمائة فدان كل عام وقد أوقع الناظر الخاص بالحوطة على موجوداتهم سنة 738 ه /1338 م  . فوجد جملة مالهم 14 ألف قنطار حملها إلى مصر وألزمهم بحمل ثمانية آلاف قنطار بعد ذلك و أفرج عنهم 
ملوي فى العصور الوسطي 
وقعة أحداث كثيرة فى ملوي فى هذه الحقبة .....
( أ )ففى 18 أبريل سنة 1167 م وقعت موقعة حربية على أبواب ملوي فقد قاد صلاح الدين الأيوبى ـــ أولى معاركه ـــ ضد شارو وملك القدس عمرى فأنتصر ألفان من الفرسان على جيشين عظيمين قوام كل منهما أربعين ألف فارس ونصب صلاح الدين حاكما على ملوي ...
( ب ) وعندما سقطت الدولة الأيوبية ثار الجعافرة بدهروط ( ديروط أم نخلة ) ضد المماليك 
( ج ) وصلت الحملة الفرنسية الى ملوي وتصدى لها شعب ملوي 
ملوي في العصر الحديث
قدم محمد على باشا رأس الأسرة العلوية إلى ملوي ليفاوض المماليك الفارين
واجتمع بهم في ملوي بغرب البلد وخدعوا بالاستدراج إلى القاهرة ليقضى عليهم في مذبحة القلعة المعروفة 
ولقد كانت ملوي في هذه الفترة متقدمة صناعيا
فقد كان فيها معامل للبارود .
ومصنع للأقمشة ( قماش المالطي ) الذي كان يصنع منه ملابس الجيش 
وقد كان الجيش العثمانى في تركيا يحصل منه على احتياجاته من الأقمشة من مصنع ملوي (مكان مبنى مجلس مدينة ملوي ) 
وبجوار هذا المصنع كان العرضى أى موقع عرض الجيش و مكانة فى المدينة الحديثة شارعي أخناتون وشارع مصطفى كامل
وكان فى جنوب ملوي أكبر مدبغة للجلود فى الصعيد وكانت تصدر الجلود المدبوغة إلى القاهرة وكانت تنفرد بنوع من الجلود يعرف ( بباكتة ملوي )
زلقد أقيمة بقرية الروضة أكبر مصنع للسكر وكان ينتج كميات كبيرة من السكر وتمتع بسمعة كبيرة وتوقف هذا المصنع عن الإنتاج وقد أضمحلة هذه القرية بعد توقف هذا المصنع
وتشتهر ملوي بحلج الأقطان وبها محلج كبير فى شرق المدينة وآخر فى غربها 
كما يوجد بملوي مزرعة للتجارب الزراعية تابعة لوزارة الزراعة تتمتع بسمعة عالمية و بها كثير من الأشجار النادرة والفواكه الممتازة 
كما يوجد بها مشروع دواجن ومزرعة للأرانب و تعتبر هذه المزرعة مصدرا للأمن الغذائى.
ملوي في العصر الحديث
وانشأ حديثة بملوي مصنع للسجاد والكليم في جنوب المدينة صدر أنتاجة إلى كثير من دول العالم كما قام بفرش كثير من المساجد الكبرى بالسجاد............
ولقد قام أحمد عرابي باشا بمد الخط الحديدي بين المنيا وملوي وقد تلقى وهو على محطة ملوي قرار الخديوي إسماعيل بعزلة عن العمل بدون معاش لحين وجود عمل جديد له ....
ويقول عرابي باشا في مذكراته في المنفى أن ذلك كان أول صدام بينه وبين الأسرة المالكة..
وعقد عرابي عدة اجتماعات سرية بمنزل العدولى بجوار المسجد القطم بملوي انتهت ببذور الثورة العربية وقد عاشت ملوي الأحداث الوطنية والقومية وشاركت فيها وفى حركة مصطفى كامل عقدة ملوي العديد من الاجتماعات الوطنية الكبرى.
وكان المسجد اليوسفي منتدى الأحداث الكبرى والاجتماعات الوطنية التي تلهب الحماس لأحداث دنشواى
وكان حفني ناصف الشاعر المعروف وقاضى محكمة ملوي وصديقة الشيخ الحداد شاعر ملوي يعرضان الشعر في المناسبات الوطنية والدينية مما أدى إلى زيادة الوعي الوطني والثقافي في ملوي
ملوي في ثورة  1919
تحركت ملوي مشاركة في ثورة 1919م بكامل قواها الشعبية في مظاهرات حماسية تندد بالأستعمار وأعوان المستعمر
وعندما حصلت على جثمان القائد الأنجليزى الجنرال ( بوب) الذي طعن بديرمواس ومات على كوبري ملوي 
وانتهت الأحكام العسكرية فيها بإعدام عدد كبير من أبناء ملوي كما سجن عدد كبير من شباب ملوي..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اخى العزيز .. لاتقرء وترحل شاركنا برائيك رائيك يهمنا